تيدار مسرحية جديدة للكاتبة الامازيغية ابنة اغرم جميلة إريزي

 
تأثث المشهد السردي الأمازيغي مؤخرا بعنوان جديد من صنف المسرح، ويتعلق الأمر بمسرحية ” تيدار / tidar / حياة ” للكاتبة الشابة والواعدة “جميلة اريزي” والصادرة عن مطبعة سونتر امبريموري بمدينة ايت ملول ضواحي اكادير أواخر سنة 2014 ضمن منشورات رابطة تيرا للكتاب بالأمازيغية.
يتألف هذا العمل الإبداعي المسرحي الجديد من 88 صفحة من الحجم الصغير، ويتضمن أربعة فصول و وثمانية مشاهد درامية، وتزين الدفة الأولى لغلاف الكتاب لوحة للغروب بلون برتقالي مائل إلى البني كتب به اسم الكاتبة وعنوان المسرحية وجهة الإصدار بالحرفين تيفناغ واللاتيني، بينما كتب على الدفة الأخيرة من الغلاف مقطع صغير من نص المسرحية.
وإذا كان الكاتب الكبير الصافي مومن علي قد دشن مسار الكتابة المسرحية الامازيغية المغربية بمؤلفه ” اوسان صميدنين/ الأيام الباردة ” منذ سنة 1983 فإن الكاتبة الشابة “جميلة اريزي” وبعد أكثر من ثلاثة عقود استطاعت أن تختطف الأضواء و تحتل رقما قياسيا في مجال الكتابة السردية الامازيغية وتكون أول كاتبة أمازيغية تلج ميدان الكتابة المسرحية وتألف أول مسرحية أمازيغية مطبوعة بعنوان ” tidar / حياة ” ، تمكنت بواسطته من الفوز بالجائزة الأولى للإبداع الكتابي صنف المسرح سنة 2014 و التي نظمتها رابطة تيرا للكتاب بالأمازيغية.
ونص المسرحية يعالج قضايا المرأة وأوضاعها الاجتماعية الصعبة داخل مجتمعاتنا الامازيغية ، حيث تكون فيها المرأة الامازيغية التقليدية خاضعة للهيمنة الذكورية بينما ثارت المرأة المتعلمة ضدا على هذه العقليات المتخلفة التي تشيء المرأة، وذلك كله بأسلوب درامي شيق.
وقد اختارت الكاتبة ” جميلة يريزي” الكتابة المسرحية عن وعي وذلك بعد تشبعها بقراءة العديد من النصوص المسرحية العالمية وباللغات الثلاثة التي تتقنها العربية والفرنسية والانجليزية وخاصة الأخيرة التي درست بها في التعليم العالي.
و الكاتبة المسرحية الامازيغية “جميلة اريزي” من مواليد بلدة أكرض ببلدية  ايغرم إقليم بتارودانت بأعماق جبال لأطلس الصغير، وبهذه البلدة الامازيغية الجميلة نشأت الكاتبة الشابة وترعرعت، فتعلمت ودرست الابتدائي والثانوي بها وبعد حصولها على شهادة الباكلوريا الأدبية بثانوية الارك باغرم، غادرتها لتستكمل دراستها الجامعية باكادير، فاختارت شعبة اللغة الانجليزية التي حصلت فيها على الإجازة سنة 2013، ورغم تمكن الكاتبة الشابة من لغة شكسبير، فإنها لم تنسى لغتها الأم بفضل صديقاتها التي رافقنها لحضور دورات تدريبية وتكوينية في المسرح الأمازيغي المنظمة من طرف بعض الجمعيات باكادير والتي أطرها مختصين أمثال: الأستاذ والمخرج حسن ازضوض و الأستاذ عزيز الملاع، الشيء الذي ساعدها كثيرا في تطوير رصيدها في الكتابة ودفع بها إلى كاتبة نص مسرحي بالأمازيغية شاركت به في جائزة تيرا للإبداع ولجودة كتابتها تمكنت من الفوز بهذه الجائزة.

محمد ارجدال