تيغلاغالين ن ءودرار – أصداء الجبل، عمل أدبي جديد للكاتب رشيد أوبغاج

You are currently viewing تيغلاغالين ن ءودرار  – أصداء الجبل، عمل أدبي جديد للكاتب رشيد أوبغاج

صدر حديثا بحر هذه السنة 2015، عن مكتبة دار السلام بالرباط ضمن منشورات رابطة تيرا وبدعم من وزارة الثقافة قصة مطولة بالامازيغية للأستاذ رشيد أوبغاج تحمل عنوان ” تيغلاغالين ن ءودرار – أصداء الجبل”.

غلاف هذه القصة الجديدة تتصدره صورة جميلة لجبال الأطلس الشامخة أعلاها في زرقة السماء كتب اسم الكاتب وعنوان القصة وجهة الإصدار وتتألف هده القصة من 138 صفحة كتبت بالحرفين اللاتيني و الأمازيغي. 

ويعتبر الأستاذ رشيد أوبغاج من صفوة الكتاب الأمازيغ الذين يتقنون فنون السرد والكتابة لكل الفئات العمرية، فقد سبق له أن نشر عدة أعمال في هذا الإطار جلها موجه نحو الطفل، تحمل نفسا أدبيا وديداكتيكيا تربويا، غير أن عزيمته قادته إلى خوض مغامرة الكتابة للكبار بجدارة واستحقاق، وهي محاولة موفقة وجهد يحمد في مجال القصة. وهذا يؤكد على روح إبداعية لا تهدأ ولا تستكين.

   يندرج النص الذي كتبه الأستاذ رشيد أوبغاج في إطار النقلة النوعية التي يشهدها الأدب الأمازيغي خصوصا في شقه السردي، حيث معانقة أجناس جديدة غير مسبوقة في هذا الأدب مثل القصة والرواية والمقالة، ويتسم هذا النص على مستوى التصنيف بأنه قصة مطولة متعددة الشخوص ومتراكبة الأحداث، ما يجعله في منتصف المسافة بين القصة والرواية.

  photo obavaj ولعل إحدى أكبر نقاط القوة في هذا النص لغته، فهي تتميز بالجمالية والسحر والشاعرية فضلا عن قدر غير يسير من الانسيابية، فهي لغة تتميز بالبعد الاستيطيقي والبساطة وعدم التكلف دون السقوط في أحابيل الإسفاف والابتذال، لذلك فهي لاشك ستشكل أحد أهم عناصر اجتذاب القراء إليها لأنها تمنحهم متعة القراءة بلغة أمازيغية أدبية راقية وبتعابير سلسة غير مستغلقة على الإفهام، وتغوص بهم في عوالم تخييلية مشدودة في الآن ذاته إلى الواقع السوسيوثقافي الأمازيغي حيث خصوبة الحكي وثراء المخيلة إذ يمتح الكاتب قضايا ولحمة نصه من صميم الحياة الاجتماعية لسكان العالم القروي في قرية أمازيغية بسيطة تحكمها تصورات المجتمع التقليدي الذكوري، حيث يغوص الكاتب في أحشاء المعيش اليومي محسنا الإنصات لصوت الهامش البعيد عن صخب المركز وبهرجته.

  إن النص السردي الذي نسجه الكاتب قد أفلح في دقة وصف الشخوص والفضاءات والمواقف السردية، فنجح بشكل موفق في المزاوجة بين تقنيات الوصف والسرد دون إغفال تكسير رتابة الحكي بمقاطع حوارية لشخصيات النص الموسومة بالبساطة والعفوية، وهكذا فإن النص ينم عن تمكن الكاتب من تقنيات السرد، وطرائقه.

  إن الكاتب رشيد أوبغاج أتبث حضوره في المشهد الأدبي الأمازيغي الموجه للأطفال. ويبشر بمستقبل متميز وقامة إبداعية سيكون لها حضورها اللافت، وشداها الطيب في باقي الأصناف الأخرى. فما زال الكاتب مسكونا بأحلام لم تتحقق بعد، وآمال يسعى إلى الوصول إليها، ومشاريع تتزاحم في فكره ووجدانه. ولابد أن تترجم إلى إبداعات مستقبلية.

tivhlavalin--ubavaj