إعداد: رشيد نجيب
صدر عن منشورات رابطة تيرا للكتاب بالأمازيغية بدعم من وزارة الثقافة كتاب جماعي يحمل عنوان: “قراءات في الرواية الأمازيغية” في حوالي 160 صفحة من الحجم المتوسط حاملا في طياته عددا من الدراسات والتحليلات النقدية لعدد من الأعمال الروائية الصادرة باللغة الأمازيغية إبان الفترة الأخيرة.
وما يجعل هذا الكتاب مميزا ولا غنى لكل دارس للأدب الأمازيغي المكتوب عنه هو أنه أولا جاء محررا بثلاث لغات: الأمازيغية والعربية والفرنسية، ثم ثانيا تضمنه لقراءات تحليلية وأكاديمية لعدد من الباحثين والنقاد المختصين، وثالثا اختلاف المقاربات المتبعة من طرف هؤلاء الباحثين لمقاربة كل نص روائي على حدة مادام الكتاب مخصصا في كليته لتناول جنس الرواية في الأدب الأمازيغي الحديث.
فضلا عن احتواء الكتاب على الورقة العلمية الهامة الخاصة بالرواية المكتوبة بالأمازيغية والمؤطرة لأعمال الملتقى الوطني الذي سبق وأن نظمته رابطة تيرا حول نفس الموضوع، جاءت مداخلة الباحث محمد أفقير متمحورة حول نشأة الرواية الأمازيغية بالمغرب حيث توقف عند سياق نشأة الكتابة الأدبية الأمازيغية الحديثة مبرزا الأسئلة التي تطرحها الكتابة الروائية الأمازيغية خاصة على مستوى: مفهوم الرواية الأمازيغية، ميلادها ونشأتها، الحصيلة المنجزة، الموضوعات والتيمات، المقومات الفنية والجمالية. أما الباحث فؤاد أزروال فقد أبرز في مساهمته المعنونة ب:”ملامح الفانتاستيك في الرواية الأمازيغية” دارسة تجليات ومظاهر حضور العجائبي في الرواية الأمازيغية خاصة بمنطقة الريف بعد أن اختار التركيز على تناول الرواية المعروفة للمبدع الأمازيغي محمد بوزكو: “تيشري خ تاما ن تاساراوت” (المشي على حافة المشنقة). بدوره قام الباحث محمد أسوس بتأثيث هذا الإصدار الجماعي بدراستين همت الأولى دراسة تيمة الهوية في الرواية المكتوبة بالأمازيغية عبر دراسة مجموعة من النماذج الروائية الصادرة، فيما ركزت الدراسة الثانية على المقاربة الأنتروبولوجية لرواية “تاواركيت د ئميك” للروائي محمد أكوناض خاصة على مستوى حضور ثالوث اللغة والسلطة والدين في هذه الرواية. واختار الباحث لحسن زهور القيام بقراءة في رواية “تيتريت ن تيودش” للمبدعة الأمازيغية الواعدة خديجة إيكان توقف خلالها عند شخوص الرواية وأبعادها الزمنية والمكانية وتسلسل الأحداث داخلها إضافة إلى الإلمام بالمستويات الفنية والدلالية داخل هذا العمل الروائي. بدوره قدم الباحث رشيد نجيب قراءة في رواية “ئكضاض ن وهران” للمبدع والباحث الحسين أنير بويعقوبي متوقفا في إطارها عند التيمة المركزية المتناولة في الرواية ألا وهي تيمة الهجرة.
بخصوص الدراسات المحررة باللغة الأمازيغية، تضمن الكتاب دراسة للباحث الحسن زهور حول السرد في الأدب الأمازيغي المكتوب، ثم دراسة للباحث محمد أكوناض تناولت العلاقة الجدلية بين الكتابة بالأمازيغية والرواية، وأخيرا نجد دراسة الباحث صالح أيت صالح خص بها رواية “يان ؤسكاس ك تزكي” للمبدع والباحث عياد ألحيان.
أما الدراسات المنشورة باللغة الفرنسية، فقدت تضمنت دراسة للباحث عياد ألحيان قارب من خلاله جنس الإبداع الروائي مبرزا خصوصياته ومميزاته داعيا إلى إنجاز ما يشبه بيانا (مانيفيست) خاصا بالرواية الأمازيغية. ثم دراسة أخرى للباحث الحسين بويعقوبي درس عبرها أنطولوجية المجاعات وتأثيرات الهجرة كما تطرقت إليها رواية “إيجيكن ن تيدي” (زهور العرق) للروائي محمد أكوناض، نفس الباحث قدم قراءة نقدية في رواية “ئسمضال ن تماكيت” (قبور الهوية) للروائي إبراهيم العسري معتبرا إياها في مفترق الهويات المفقودة. وحظيت رواية “أزرف أكوشام” (القانون الأعرج) للروائي عبد الله صبري لدراسة نقدية من قبل الباحث العربي موموش الذي اختار بالأساس التوقف عند مختلف تجليات المكان من خلال هذا العمل الروائي.