Tistɣin n tasa – شروخ الوجدان للشاعر الحنفي العدوي

You are currently viewing Tistɣin n tasa  – شروخ الوجدان للشاعر الحنفي العدوي

 

محمد ارجدال

صدر بحر سنة 2016 للشاعر الحنفي  العدوي مجموعة شعرية تحت عنوان tistɣin n tasa »تستغين ن تاسا / شروخ الوجدان » ضمن منشورات رابطة تيرا للكتاب بالامازيغية.

فالشروخ رمز للشر الذي تسببه الهزات ومن جهة أخرى فهي رمز للخير فمنها تتسرب الضياء و تشرق الأنوار فتعطي الأمل في الحياة، وشروخ وجدان الشاعر نابعة من الهموم التي أثقلت كاهله كل يوم و أحاسيسه من أحزان وأفراح نابعة من أفكاره العميقة التي امتدت بعيدا لتحفرا شقوقا في وجدانه وعقله.

وقد أهدى الشاعر مجموعته الشعرية إلى علمه حب الشعر ومن خلاله علمه حب الحياة، إلى والده ووالدته اللذين لقنانه معنى أن يكون نبتة لبدرة الكلمة الجميلة الصادقة وبذرة لكلمات جميلة صادقة.

تضم المجموعة الشعرية « تستغين ن تاسا / شروخ الوجدان » ستة عشر قصيدة متوسطة الطول،عناوينها كالأتي:

anir inna awn max – immi tabudrart – ticict d ujllabiy – tugga n tayri – tilelli – atrs n tmagit – abrid illasn – nkk argan – aäu n iming – tazrZit – timlillay – tatggart n tmagit – tamttant – tawtmt – dda oli azayku – afcad

غطى التقديم الذي كتبه الدكتور الباحث الحسين بويعقوبي أربع صفحات من مساحة المجموعة الشعرية وقد كتب بلغة بليغة وتطرق إلى تجربة الشاعر الفريدة والمتأصلة والمواضع التي تناولها بأسلوب سلس يشوق القارئ إلى الاستمتاع بقراءة المجموعة الشعرية هذه.

التيمة الأساسية لقصائد المجموعة الشعرية هي الهوية االامازيغية الأصيلة والدعوة إلى الحفاظ عليها من تقلبات الزمان وتغيرات العصر، هذه الهوية التي تمثلها المرأة المغربية الجبلية التي نزحت إلى المدينة واحتفظت بقيمها وتراثها فربت أبناءها على تلك القيم النبيلة، هذه الهوية التي رمز إليها الشاعر بشجرة الأركان الفريدة النوع والشامخة بسفوح وأعالي جبال الأطلس والتي امتاز بها المغرب عن سائر الأقطار هذه الشجرة المعمرة والمتحملة لقساوة الطبيعة ، هذه الهوية التي أشار إليها الشاعر في إحدى قصائد المجموعة بالعمامة والجلباب هذا اللباس الأصيل الذي يرمز التراث الامازيغي دون غيره من الأمم والجلباب والعمامة في العرف الأمازيغي رمز للنخوة والشهامة والرجولة.

فانتقال الشاعر من وسط امازيغي صرف وسنه لا يتجاوز الخمس سنوات إلى مدينة الدار البيضاء حيث لغة جديدة وثقافة جديدة خلق اهتزازا في حياته وافرز شروخا لم تؤثر سلبا فيها، لأن بيته الصغير الذي ترعاه والدته مازال يحتفظ بجميع مكونات هويته الامازيغية الأصلية من لغة وشعر وعادات في المأكل والتربية وغيرها والتي عبر عنها في قصيدته  » أمي الجبلية / immi tabudrart  » هذا البيت الامازيغي وسط المدينة، افرز لنا شابا متعلما ومثقفا حداثيا محتفظا بمقومات هويته الامازيغية ودافع عن حقوقها في كل محفل كما هو الشأن في قصائد:  » الحرية  » و  » جرح الهوية  » و » أنا شجرة الاركان  » انير سألكم لماذا؟ » وتحدث عن تشبث الإنسان المغربي بهويته و اعتزازه بها  كما ذكر ببعض المناضلين الامازيغ وما قدموه من تضحيات فأهدى لهم  قصائد كما هو الشأن في قصيدتي  » ازايكو ، افشاد (نبا) ».  والى جانب تيمة الهوية الأساسية تحضر مجموعة التيمات الفرعية كالغزل في قصيدة  » شهادة الحب  » والرثاء في قصيدتي  » عزاء » و »موت ». 

إن الشاعر حريص على اختيار الكلمات المعبرة والعبارات الجميلة والصور البليغة، واستعمال لغة حديثة متماسكة وأوزان وبحور شعرية تتداول في الشعر التقليدي الحواري المرتجل بميادين أحواش ويحترم أوزان وبحور « تالالايت »، خاصة وانه انهال من المدرستين الشعريتين الحديثة والتقليدية.

واليكم مقطعا شعريا من قصيدة Tugga n tayri :

Ur TTafx a winu amr imik n wawal
d yan wul irɣan ix ra gis tssnfut imik
irgl n tiTT af ra k ng ur sar nnix ëmix
nmun i umuddu n tudrt s mk nna tnnit

Udm nnun taziri da ifawn x ignwan
tiddi adrar ittaggwan s uflla waman
azzar argan issa gis ar tama wasif
awal aɣlaɣal agwns n tasa ssaffn t
asmmaql usman x tuZZumt n tillas n wul

hanafi-adawi-tistghi-n-tasa