بذرة الخطايا
مجموعة قصصية لزهرة ديكر
محمد ارجدال
“تيمغيت ن ايبكاضن” هو سادس إصدار للكاتبة الأمازيغية زهرة ديكر، و ثاني مجموعة قصصية بعد إصدارها للمجموعة الأولى التي تحمل عنوان “كيين د نتات د اودفاس”، و هي نفس المجموعة التي نالت بها جائزة مسابقة رابطة تيرا لسنة 2015.كما صدر لنفس الكاتبة إصدارين في أدب الطفل، بجانب مسرحية مكتوبة “وينسن” نالت بها جائزة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية،و قصة مطولة تناولت أدب الخيال العلمي ” أدرغال ن تاكوت”.
تتميز قصص الكاتبة زهرة ديكر بجمال العبارة و أهمية الفكرة، و صياغة أسلوب خاص بها تنسجه بدقة التصور و بساطة المعنى، فهي تختار الكتابة بلغة أدبية شعرية تتطلب من القارئ الوقوف و التأمل لفهم نزعتها القصصية، و هذا يظهر جليا منذ عتبة النص الأول و عبر تيار الوعي و توالي الأفكار، أغلب قصص الكاتبة إن لم نقل كلها تتناول قضايا الحياة اليومية، عن الإنسان سلوك و أخلاق، فالكاتبة تأخذ بالقارئ بهدوء و تأمل عميق بعيدا عن المباشرة و التطويل صوب فكرتها التي تنجلي و تنكشف مع بلوغ النهاية.
“تيمغيت ن ايبكاضن” من اصدارات رابطة تيرا للكتاب بالامازيغية لسنة 2017 ، من 76 صفحة كتبت بالحرف اللاتيني تضم 9 قصص قصيرة متفاوتة الطول تحمل العناوين التالية :
- Timmvit n tkrkas
- Tazra
- Ifssi
- anZaR
- aTTan
- imikr n wafulki
- ijnufn
- imnDRn
- timmvit n ibkkaDn
بدأت الكاتبة مجموعتها باهداء جميل ينم عن أسلوب نثري ممزوج بشعر موسيقي عميق و ساحر، أهدته لكل محب للحرف و الكلمة ،أنقل لكم منه بعض الكلمات المعبرة :
I willi ikllun askkil s ikwlan n tghufi
I tguri d iluln v tisit n wanuD
القصة الأولى و التي تحمل عنوان ” تيمّغيت ن تكركاس “، تناولت موضوع الكذب على الصغار في بعض الأمور التي يُعتقد أنها صعبة الفهم بالنسبة لعمرهم، بطلتا القصة فتاتان صغيرتان توفيت جدتهما و تزوران المقابر يوميا ترويان قبرها منتظرتان الربيع لكي تزهر من جديد و تعود للحياة، فهذا ما أخبرتهما به خالة لهما، تدفع إحدى الفتيات حياتها ثمنا لهاته الكذبة.كما أشارت القصة لبعض العادات و التقاليد القديمة و المعتقدات التي لا تزال متوارثة إلى يومنا هذا.
“تازرا”، قصة جميلة جدا عن سيدة لها أتان عرجاء تحبها كثيرا و تدللها أكثر، و تفضل صحبتها على الجميع حتى على أبنائها و بناتها، يتحايل أبنائها لبيعها لكن السيدة تفطن لحيلة باهرة تنقذ بها الأتان من البيع و تنقذ أيضا أهالي القرية من مصاريف هم في غنى عنها.
“ايفسّي”، تناولت أولئك الأشخاص الطيبين المهمشين البعيدين عن الضوضاء و الذين يعملون في صمت و لفائدة الصالح العام، و الذين لا يُفهمون و يُقدرون من طرف الغير إلا بعد فوات الأوان.
“انزار”، تحدثت القصة عن كاتب قصص بوليسية مغمور، يسافر ليقضي بقية حياته في هدوء بمنطقة نائية، لكن تحدث جريمة قتل يكون المتهم الرئيسي بها بسبب قصة كتبها تناولت الجريمة التي حدثت بكل تفاصيلها، يمر بلحظات رعب حقيقى و تنقطع آماله، ليفرج سبيله صبيحة النطق بحكمه، بعد أن ظهرت الحقيقة على لسان صديقة له كاتبة قصص مشهورة تعيش بالغربة، فيشتهر بسبب هذه الحادثة و تتغير حياته للأفضل.
“أطّان”، عن أرمل يعيش حزنا عميقا بعيدا عن أطفاله اليتامى، يصاب بأمراض عديدة و يمضي جل أوقاته بين المستشفيات و الأطباء دون أي أثر لشفاءه، في ليلة عاصفة ممطرة يسمع نُواح حمامة مريضة توشك على الموت، فيكتشف مُصابها و عشها المليئ بالصغار و تكون هاته الحادثة سببا في تذكره لأطفاله، فتكون بداية جديدة له لتتغير حياته و يستعيد صحته بالقرب منهم.
“ايميكر ن وافولكي”، طفل صغير يحب علم الفلك يراقب باستمرار السماء، يشاهد سقوط نيزك صغير بسطح الجيران، يسرقه و يكتشف أمورا غريبة خاصة بالنيزك.
“ايجنوفن” أو انفعالات، عن شاب غني يحب فتاة فقيرة و يخفي عنها حقيقته لكنها تكتشفها لتعلم أن حبهما مستحيل، و تدفعها الظروف للانتحار، و يعيش هو حالة من عذاب الضمير مع كل ذكرياتها.
“ايمنضرن” ، قصة ممتعة عن بعض التخيلات التي تصيبنا، و إسقاطاتها على مفاهيم بعيدة عن الواقع.
“تيمّغين ن ايبكاضن”، هي نفسها القصة التي تحمل المجموعة عنوانها، قصت جميلة جدا كتبت بطريقة جديدة: طريقة الرسائل النصية، تناولت موضوع الغش و الكذب و النفاق في المعاملات و الصداقة و الحب.