محمد ارجدال
صدر مؤخرا للشاعر محمد الأكيلي MOHAMED EL AKILI مجموعة شعرية جديدة تحت عنوان: ” يضرفان يمزورا / أولى الأخاديد ” ضمن منشورات رابطة تيرا ولوحة الغلاف للفنان التشكيلي مسعود الباز وهي مستوحاة من ديوان تيميتار للشاعر صدقي اوايكو قصيدة “اوال ينو كان امازيغ اورتن يري يان”.
تحتوي هذه المجموعة الشعرية على حوالي اثنتي عشر قصيدة شعرية بين الطويلة والمتوسطة الطول ، فكرتها الأساسية تتمحور حول الشباب وطموحاته وكذا العراقيل التي تقف حجرة عثرة أمام تحقيق تلك الطموحات والأماني، هذا الشاب الطموح الباحث عن السعادة في السراب في قصيدة “اسيكل / البحث”، والذي يصطدم بالإحساس بالتعالي وجنون العظمة لدى الأخر في قصيدة “ادور / الشرف”، و يسافر عبر الذكريات في قصيدة ” امودو غ تمكتيت” حيث لا يجد إلا القهر والبؤس، فيعود ليعيش الواقع المرير في قصيدة” اسمضل غ ومان / قبور في الماء” حيث مئات من الشباب المهاجر سرا في القوارب عبر البحر إلى الضفة الأخرى يموتون غرقا، وليتعرف عن أصدقاء إخوة في قصيدة” ايتما / اخوتي” ثم يعتز بنفسه في قصيدة ” كيغ/ اصبحت” فيترك العنان لسرد مشاكله والعراقيل التي تعترض مسيرته وسرقة أماله في قصائد ” يكلين/ مسكين” و” يمجلي/ التائه” و ” تاكنداوت” فيتصارع مع واقعه الثابت الرافض للتغير والذي يمثله الآباء بأفكارهم التي تتعارض مع أفكار الشباب في قصيدة ” تابلاضت/ الصخرة” دون نكران جميل الآباء وعقوقهم بل احترامهم ورد الجميل إليهم في قصيدة” يماراون ينو/ الذين انجبوني” ولم ينسى أهم تيمة تشغل بال الشباب ألا وهو الغزل وذكر المحبوبة في قصيدة ” تينو/ حبيبتي”.
ومن خلال المتن الشعري فالشاعر ينتقى الكلمات المعبرة والصور البليغة التي تفي بالغرض الشعري، لينسج لغة شعرية حديثة تركز على الكلمة والصورة وتحدث قطيعة مع القوالب الشعرية الشفوية التقليدية، مما جعل هذه المجموعة الشعرية تعرف تجانسا كليا بين جميع مكوناتها رغم تعدد النصوص وتجتمع في وحدة الموضع الذي لم يمنع فرادة كل نص بخصوصيته المتميزة. مما يغري المتلقي بالمتابعة. و من خلال تصفح قصائد المجموعة فالشاعر يستهدف جمهورا مثقفا متمكنا من اللغة الامازيغية نظرا لاستعماله للغة سليمة و توظيف كلمات من المعجم الحديث مانحا لقصائده الشعرية أصالة عميقة، وذلك بالتركيز على موضوع هام ألا وهو الشباب ومشاكله وطموحاته مع الحرص على أن يكون كل نص من نصوص المجموعة له ميزته الخاصة.