ذ. رشيد نجيب
ضمن منشورات رابطة تيرا للكتاب بالأمازيغية وبدعم من وزارة الثقافة، صدر مؤخرا كتاب: “الكتابة السردية بالأمازيغية: مقاربات نقدية” باللغات الأمازيغية والعربية والفرنسية في 240 صفحة من الحجم المتوسط. ويندرج إصدار هذا الكتاب الجديد في إطار التعريف بالأدب الأمازيغي الحديث سواء من حيث أجناسه أوخصوصياته أومظاهره أوأسئلته أوقضاياه محاولا الاقتراب من هذا الأدب عبر المقاربات النقدية المتنوعة المتضمنة بالكتاب، قصد الإحاطة بجزء منه وتلمس الجوانب الفنية والجمالية والإبداعية والشعرية فيه من خلال تحليل بعض النماذج السردية لاسيما الروائية والقصصية منها.
فمنذ عقود خلت، عرف الأدب الأمازيغي المكتوب في المغرب وخارجه تطورا نوعيا ملحوظا إن على المستوى الكمي أو الكيفي. وهو ما تدل عليه أساسا مجمل الإصدارات الأدبية التي صدرت إلى حدود الآن والتي شملت أجناسا متنوعة (شعر، قصة، رواية، مسرح، القصة القصيرة جدا، الترجمة، أدب الطفل، الكتابة النسائية…). وإذا ما استثنينا الدراسات الأكاديمية المنجزة ببعض الجامعات، فإن الأعمال النقدية المواكبة لهذا الأدب ظلت محدودة. بناء عليه، تم التفكير في هذا الإصدار النقدي ذي الطبيعة المرجعية ليعيد إثارة العديد من الأسئلة والقضايا ذات الصلة بالأدب الأمازيغي المكتوب، وليشكل نموذجا مرجعيا وعمليا يروم دراسة وتحليل نماذج من الأعمال السردية (قصة، رواية). لينضاف بذلك إلى مجموعة من الأعمال البحثية النقدية التي صدرت في الآونة الأخيرة (دراسات في الأدب الأمازيغي الحديث، قراءات في الرواية الأمازيغية كنمادج…) هذه الأعمال، ومع تواتر إصدارها بدأت تشكل عدة تأطيرية وأداة مرجعية لا غنى عنهما في مجال النقد الأدبي الأمازيغي بالنسبة لعموم الباحثين والدارسين. ومنذ فترة ليست بالقصيرة، ما فتئ النقاش المواكب للأدب الأمازيغي الحديث يؤكد على أهمية الحاجة إلى نقد مصاحب ومواز في شكل إسهامات جادة ورصينية يتحقق بها الحوار البناء بين هذا الأدب ونقده، يتأسس بواسطتها خطاب نقدي حول هذا الأدب، وتسهم في دراسة وتدريس هذا الأدب وبالتالي الارتقاء به وتطويره.
على المستوى المنهجي، يتضمن هذا الكتاب الجديد دراسات علمية جادة ورصينة لباحثين مرموقين يشكل البحث في الأدب الأمازيغي عموما والأدب الأمازيغي المكتوب خصوصا جزءا بارزا ضمن انشغالاتهم البحثية والعلمية والأكاديمية. وهي دراسات مزجت بين الشق النظري المستند إلى تناول قضايا عامة كبرى يثيرها هذا الأدب، وبين الشق التطبيقي العملي المستند إلى الاشتغال النقدي التقني على أعمال إبداعية بعينها حققت نجاحات على مستوى المقروئية لكنها بحاجة إلى تناول نقدي يعمل على تقويمها ومساءلتها وإبراز خصوصياتها الإبداعية والجمالية.
قام بتنسيق المحتوى الغني لهذا الكتاب الجديد الأستاذ رشيد نجيب، ويضم دراسات باللغات الأمازيغية والعربية والفرنسية كالتالي: في الباب المخصص للقضايا والأسئلة الكبرى نقرأ المساهمات التالية: الرواية والتراث، مظاهر تناصية في الرواية الأمازيغية لأحمد المنادي، تأصيل الثقافة واللغة الأمازيغيتين وتطويرهما في الأدب الأمازيغي المكتوب لمحمد أكوناض، القصة الأمازيغية القصيرة: محاولات في التأصيل لللحسن زهور، قضية الأجناس في الأدب الأمازيغي للحسن أنضام، الشفوية والكتابية في الأدب الأمازيغي الحديث للحسين بويعقوبي. أما في في الباب المخصص للقراءات النقدية فنقرأ المساهمات التالية: مدائح للفرد الحر في قصة “توليسين ئتيفا” البنية والدلالة لمحمد أوسوس، جمالية “الاغتراب” و”اللايقين” في قصة”تيمضلت” لمحمد بلقائد أمايور، تجليات الشخصية في رواية “تاواركيت د ئميك” لرشيد نجيب، جمالية الفضاء في رواية “يان ؤسكاس ك تيزكي” لمحمد بوتشكيل، من معاني المكان في رواية ” ئمولا ن تمكتيت” لداود كارحو، ذاكرة الرواية الأمازيغية: مقاربة تناصية في رواية “يان ؤسكاس ك تيزكي”لمبارك أباعزي، بعض أشكال الالتزام في قصص أوضمين زيري” ئفسي كر ئكيوال نم أغ ئنغا ئخف نس” لعياد ألحيان، الالتزام في الأدب الأمازيغي: قصة “تاش لي دئستماس نموذجا” لرشيد نجيب ، قراءة نقدية لرواية “ئجيكن ن تيدي” للحسن زهور، قراءة نقدية لرواية “داو ؤشضاض ن تشاكا نم” لصالح أيت صالح.