Ar tsnmilli tzlva n tirra
Anmuqqar anamur wis sḍis n imaratn s tmazivt
g umnru:
Tullist tamazivt zg usnti s ubuvlu
ussan n
26 d 27 Dujanbir 2015
g umṣri Brahim Rraḍi
Taviwant n Ugadir
دأبت رابطة (تيرا) للكتاب بالأمازيغية على تنظيم لقاء سنوي حول إحدى قضايا الأدب الأمازيغي المكتوب، يدعى للمشاركة فيه مختصون، ومبدعون ومهتمون. وقد تم اختيار القصة القصيرة كمحور للقاء هذه السنة 2015.
فإذا كانت اللغة الأمازيغية ثرية بموروثها الأدبي الشفوي فلقد خطت الكتابة الأدبية أيضا خطوات متلاحقة منذ أواسط القرن الماضي، وسجلت تراكمات مهمة في بعض لأجناس الأدبية، الشيء الذ ي تطلب الوقوف عندها والتعريف بها ثم مواكبتها بالمساءلة النقدية. وإذا كانت الرواية والقصة القصيرة والمقالة من الأجناس الأدبية الحديثة الوافدة على الأدب الأمازيغي إذ حققت تراكمات لا بأس بها، في زمن قصير نسبيا، فإن تخصيص لقاء وطني لهذه التجربة لما يقوم مسيرتها وينضج ممارستها، وإذا كان اللقاء الأدبي للسنة ما قبل الماضية خاصا بالرواية فإن محور هذه السنة هو القصة القصيرة.
فخلافا لتجربة الكتابة الروائية في الأمازيغية التي لا زالت مسيرتها وئيدة، فإن جنس القصة القصيرة حقق طفرة مثيرة للإعجاب في ظرف وجيز نسبيا، فكما يعلم المتابعون لمسيرة الأدب الأمازيغي المكتوب، ظهرت المجموعة القصصية الأولى سنة1988 وهي مجموعة (ئماراين) للأستاذ حسن ئد بلقاسم تلتها القصة الطويلة (تيغري ن تبرات) للأستاذ الصافي مومن علي سنة 1992 ثم المجموعة القصصية أنزليف سنة 1998 لمحمد أشيبان، في فترة التسعينات من القرن الماضي نشأ هذا الجنس الأدبي بالريف، شمال المغرب، ولكن في الجنوب، توقفت مسيرة هذا الجنس الأدبي لمدة عشر سنوات، بحيث لم تسترجع عافيتها إلا سنة 2008 بإصدار الأستاذ زهور الحسن اولى مجموعاته القصصية (أموسو ن ومالو) ليتبعها بمجموعته الثانية (ئسكاسن ن تكرست) سنة 2009 وبعد خمس سنوات، أصدر مجموعته الثالثة (تايري د ئزيليض).
الطفرة التي تحدثت عنها آنفا تحققت ما بين سنة 2008 و2015 إذ انتقل عدد المجموعات القصصية من خمس مجموعات إلى أكثر من خمسين مجموعة، في حين أن المجموع الوطني قد يتجاوز السبعين، أصدرت رابطة (تيرا) للكتاب بالأمازيغية منها تسعا وعشرين مجموعة ،كما أصدرت مؤلفين من القصص المترجمة من الأدب العالمي. ولا شك أن الجائزة السنوية للإبداع الادبي التي ظلت رابطة (تيرا) مدة ست سنوات تواظب على تنظيمها، واللقاءات الأدبية التي تعقدها بين الحين والحين من أجل القراءة المواكبة للأعمال الأدبية عملت على خلق دينامية للكتابة بالأمازيغية، فظهرت أقلام شابة من كلا الجنسين أبانت عن إمكانات إبداعية واعدة.
إن اللقاء السادس لرابطة تيرا للكتاب بالأمازيغية الخاص بالقصة القصيرة يبتغي مقاربة بعض الإشكالات التي يطرحها هذا المتن القصصي المتنوع الذي تراكم لمدة جاوزت ثلاثين عاما قلما حظي خلالها بالمقاربة النقدية ولو كانت أفقية أولية وهناك عدة إشكالات تطرحها الكتابة السردية الأمازيغية.
فإلى أي حد مثلا أحدثت الكتابة الحالية قطيعة مع اللغة الشفهية السائدة في الحكاية الأمازيغية التقليدية؟وهل نجح مبدعو هذه النصوص في خلق خصوصية سردية أمازيغية؟ وإلى اي حد ساهمت هذه النصوص في إغناء المعجم الأدبي للغة الأمازيغية؟ وغيرها من الأسئلة التي تطرحها الكتابة بهذه اللغة بصفة عامة، والكتابة في مجال السرد بصفة خاصة.
لعل اللقاء يجيب عن بعض هذه الأسئلة أو جزءا منها على الأقل،على كل فهو فرصة للتعريف بهذا الجنس الأدبي الوافد على لغتنا الأمازيغية الثرية بالسرد الحكائي التقليدي الأصيل.
ذ. محمد أكناض.
________________
أكادير: فعاليات الملتقى الوطني السادس للكتاب بالأمازيغية
رشيد نجيب
نظمت رابطة تيرا للكتاب باللغة الأمازيغية الملتقى الوطني السنوي السادس للكتاب بالأمازيغية تحت شعار:”القصة الأمازيغية القصيرة: من التأسيس إلى الامتداد” يومي 26 و27 دجنبر 2015 بمدينة أكادير وذلك بشراكة مع وزارة الثقافة. الملتقى عرف حضور نخبة من الكتاب والمبدعين في مجال الكتابة بالأمازيغية وعددا من الأساتذة الباحثين والمهتمين، كما تتضمن برنامجه عددا من الفعاليات والأنشطة الرامية إلى التعريف بالأدب الأمازيغي المكتوب والإسهام في إشعاعه وتطويره.
تضمن اليوم الأول من هذا الملتقى تنظيم معرض للكتاب المنشور باللغة الأمازيغية وكذا للمنشورات الأدبية والنقدية التي أصدرتها رابطة تيرا خاصة برسم سنة 2015، وكذا تنظيم ندوة علمية فكرية حول القصة القصيرة المكتوبة باللغة الأمازيغية ساهم في التأطير العلمي لمحاورها كل من الأستاذ محمد أفقير (باحث جامعي ورئيس شعبة الدراسات الأمازيغية بجامعة ابن زهر بأكادير)، الأستاذ محمد أكوناض (مبدع بالأمازيغية رئيس رابطة تيرا) ثم الأستاذ فؤاد أزروال (ناقد أدبي وباحث بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية) في مداخلات علمية قاربت القصة القصيرة الحديثة المكتوبة بالأمازيغية من خلال عدد من أسئلتها وقضاياها ورهاناتها.
تمحورت مداخلة الأستاذ محمد أفقير حول “مسار القصة بالأمازيغية: قضايا وأسئلة”، وفيها توقف عند بداية كتابة القصة بالأمازيغية والتي ليست بعيدة عن انبثاق الأدب الأمازيغي بنفسه في سياق اتسم بانبعاث جديد للكتابة بالأمازيغية مع ما رافقه من احتكاك بالآخر واكتشافه والاطلاع على ثقافته ودور عملية التعلم في ذلك، وهو ما أفضى إلى نشر أول مجموعة قصصية باللغة الأمازيغية سنة 1988 بعنوان:”إيماراين/ العشاق” من توقيع المناضل والمبدع حسن إدبلقاسم بأبعادها الاجتماعية والسياسية والهوياتية، إذ اعتبرت الكتابة في مسار الحركة الأمازيغية بالمغرب وسيلة لإثبات قدرة الأمازيغية على إنتاج المكتوب اعتبارا لكون فعل الكتابة هنا بمثابة وسيلة نضالية وهوياتية، وهو ما يتجلي بوضوح في مجموعة “إيمارين” التي قاربتها ذات المداخلة فنيا ومضمونيا.
وتوقفت المداخلة كذلك عند الحصيلة الكمية المنجزة لحد الآن على مستوى إبداع القصة القصيرة بالأمازيغية والتي بلغت حوالي ثمانين عنوانا منشورا، وهي الحصيلة التي استوقفت الباحث على مستوى المصطلح المرتبط بالقصة في المنجز الكتابي الأمازيغي أو القضايا المعالجة ذات البعد الاجتماعي أساسا، ثم لغة الكتابة وكذلك التقنيات الموظفة والتي تختلف من تجربة إبداعية قصصية إلى أخرى، بما في ذلك من تأثر بالحكاية الشفوية أو المزاوجة بين الحكي الشفوي والسرد الحديث أو تطبيق تقنيات السرد الحديث الكلاسيكي وحتى على آخر التقنيات الحديثة.
وتناولت مداخلة الأستاذ محمد أكوناض “إسهام القصة الأمازيغية في تأصيل وتطوير الكتابة بالأمازيغية”، وذلك انطلاقا من تجربته في مجال الكتابة السردية بالأمازيغية حيث أكد اختلاف وتنوع أشكال مساهمة فعل الكتابة بالأمازيغية لاسيما في جانبه السردي القصصي في تطوير الكتابة بالأمازيغية، ومن ذلك الإسهام في تطوير اللغة الأمازيغية نفسها بالعمل على إغناء رصيدها المعجمي وبنياتها اللغوية المختلفة وبعث الحياة في كلماتها وعباراتها السائرة في طريق الانقراض والزوال وتقديمها في نصوص إبداعية متنوعة كشكل أول، أما الشكل الثاني من عملية التأصيل فيتمثل في التأصيل الثقافي المتجسد في دمج القصية القصيرة المكتوبة بالأمازيغية للعديد من التعابير المسكوكة والأمثال القديمة من خلال عملية التناص. في حين يتمثل الشكل الثالث من عملية التطوير في الارتقاء الأدب الأمازيغي والإسهام في إعطاء اللغة الأمازيغية وظائف جديدة تخص انتقالها من الطابع الشفوي إلى الطابع المكتوب.ولتعزيز وتثبيت الخلاصات المتوصل إليها تم تقديم عدد النماذج انطلاقا من الأعمال المنشورة في مجال السرد القصصي بالأمازيغية.
أما مداخلة الأستاذ فؤاد أزروال فقد كانت نقدية بالأساس وتمحورت حول:”المقاربة النقدية للوصف في القصة الأمازيغية المكتوبة” حيث حاول رصد حضور الوصف في عدد من النصوص القصصية المنشورة بالأمازيغية حيث لاحظ أن مجال الوصف فيها يرتبط بالقرية مع العلم أن إنتاج القصة يرتبط بمجال المدينة، وهذا في حد ذاته تعبير عن الحنين إلى الماضي لأن القرية تمثل صفاء الهوية وهروبا من الأزمة ولجوءا لمنبع العجائب والغرائب، مع الإشارة إلى كون غاية الوصف في المنجز القصصي المكتوب بالأمازيغية تتمثل في إظهار قدرة اللغة الأمازيغية على الإلمام بمكونات كل المجالات. كما تضمنت المداخلة عددا من المقترحات الرامية إلى تطوير حضور تقنية الوصف في الإبداعات القصصية الأمازيغية لأهميته في مجال السرد، ومنها: الحد من هيمنة السارد الراوي على عملية الوصف في الإنتاج الأدبي وترك ذلك للأحداث والشخصيات مثلا، الانتباه إلى وظيفية الوصف وتكامله مع السرد.
وخلال الفترة المسائية من نفس اليوم، تم تنظيم حفل لتكريم الرواد الأوائل في مجال كتابة القصة الأمازيغية القصيرة وهم الأساتذة حسن إدبلقاسم والصافي مومن علي ومحمد أشيبان حيث دخل هؤلاء في حوار مفتوح مع الجمهور الحاضر مقدمين تجربتهم في مجال الكتابة عموما ومجال إبداع القصة بالأمازيغية على وجه خاص. كما تم خلال نفس الفترة تقديم جوائز الكتابة الإبداعية بالأمازيغية برسم سنة 2015 والتي عادت في مجال القصة القصيرة لكل من المبدعتين زهرة دكر وبشرى لدوزي، فيما عادت جائزة الرواية للمبدعة فاضمة فارس أما جائزة إبداع النص المسرحي المكتوب فعادت للمبدع أحمد الراجي.
وشهد اليوم الثاني من ذات الملتقى تنظيم دورة تكوينية لفائدة الكتاب المنخرطين في رابطة تيرا للكتاب بالأمازيغية في مجال إملائية وتراكيب اللغة الأمازيغية وقام بتأطير فعالياتها الأستاذ عياد ألحيان.